عن ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ أَلا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ وَتُسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَتَحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ " صحيح البخاري "
يقول علي رضي الله عنه : فلم أدعها منذ سمعتها من النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين .
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحباء الاكرام >>> السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعــــــــــــــــــــد
هذا هو الذكر لا يحرّك اللسان وحسب بل ويحرّك معه القلوب ، ومع تحرّك مسنن القلب تتولد البرامج العقلية والنفسية التي ينتج عنها آثار عجيبة على حياة ابن آدم
تأمل معي هذا الحديث الجميل وهذا الحوار العائلي ضمن أسرة محمد صلى الله عليه وسلم حول مشكلة اشتكت منها ابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهما وهي ما تلقى رضي الله عنها من أثر الرحى ، فكان هذا هو الإرشاد النبوي :
التكبير المكرر 34 مرة
التسبيح المكرر 33 مرة
التحميد المكرر 33 مرة
في الوقت قبيل النوم
وهنا أقف عدة وقفات:
الوقفة الأولى: لا ندري لمَ هذا العدد بالذات ؟! ، وما هو تأثيره على الدماغ أو النفس أو القلب أو الروح ؟ ومن المعلوم أن التكرار يرسخ الفكرة أكثر ولكن لمَ هذا العدد ؟!
]الوقفة الثانية: إن من معاني تكبير الله ، وأنه جل شانه هو الأكبر بالمطلق : أن أستشعر ضعفي وضعف كل شيء دون الله ، فأشعر بالقوة لأني عبد له فلا أخشى أحد سواه >>> الإندفاعية والديناميكية في الحياة اليومية
Motivation
كما أن من معاني تسبيح الله تعالى أني أعبد من فيه الكمال المطلق والتنزه عن كل عيب >>> فتتولد في نفسي الراحة
أما التحميد فيعني أني محاط بنعم كثيرة وعليّ استثمارها بشتى الطرق ، مما يهوّن أمامي المصائب التي أتعرض لها يومياً >>> التفكير الإيجابي
Positive Thinking
فالمعوّل ما تفعله تلك الكلمات من برامج في حياتك ومدى تفاعلك معها ، وبالأساس قوة الإيمان بها
الوقفة الثالثة والأخيرة: أن اختيار الرسول الكريم لهذا الوقت من
اليوم أي قبيل النوم له دلالات ، لان هذا الوقت قبيل النوم هو بوابة الدخول إلى ساحة تحت الوعي واللاوعي عند الإنسان , ومن المعلوم أن ما يترسخ باللاوعي يفعل فعلاً كبيرا بأفكارنا الواعية العقلانية من البرمجة والتغيير ، وأفكارنا وقناعتنا هي من أهم العوامل التي تسعدنا وتشقينا في هذه الحياة
أعاننا الله على حسن الفهم وزادنا علما إنه ولي ذلك والقادر عليه