أن الخرائط الجغرافية تعتبر جزء مهم في حياة الإنسان يتعامل معها ويستخدمها خصوصاً إذا استخدمها بكفاءة عالية فإنها تساعده على حل الكثير من المشكلات وتفسير العديد من الظواهر التي تبدو غامضة .
إلى أن الخرائط الجغرافية تعتبر لغة مثل أي لغة أخرى من اللغات لأنها تتضمن كميات هائلة من المعلومات عن العالم، فهي لغة مختصرة وتنقل معلومات كثيرة وبشكل واضح أكثر من أية وسيلة تعليمية أخرى.
أن الخريطة تعتبر مصدراً مهماً من مصادر الحصول على المعرفة ومن أهم المصادر التعليمية المستخدمة في تدريس المواد الاجتماعية بصفة عامة ومادة الجغرافيا بصفة خاصة لأنها تساعد في فهم الظواهر الطبيعية والبشرية وتعمل بذلك على تحقيق الأهداف التعليمية التي لا تستطيع وسائل أو مصادر أخرى تحقيقها، لذا فإن إتقان مهارة قراءة الخرائط وتفسيرها تعتبر من الكفايات الأساسية لمعلم المواد الاجتماعية.
أن الخريطة تحتل في مجال التدريس أهمية كبرى خاصة في تدريس الجغرافيا فهي تعطي رؤية واسعة لمساحات كبيرة وبعيدة وتساعد التلاميذ على فهم العديد من العلاقات التي قد لا يدركونها، وتوضح لهم الارتفاعات والانخفاضات وتثير ميولهم نحو موضوعات الدراسة وتساعدهم على اكتشاف المعلومات من رموزها وربطها بمعلومات
تعريف الخريطة الجغرافية :
يعرف دنيا (1402هـ، ص56) الخرائط بأنه تمثيل لسطح الكرة الأرضية أو لجزء من هذا السطح من أجل إعطاء صورة حقيقية عن شكل وحجم المنطقة التي تمثلها وبيان أهم مظاهرها الحقيقية كالارتفاع وتوزيع الأمطار و المنتجات الزراعية و الثروة الحيوانية والسكان والمناطق الحربية ومواقع الثغور إلى غير ذلك من المظاهر المختلفة.
ويعرف اللقاني وزملاؤه (1990م، ص177) الخريطة بأنها تمثيل لظاهرات سطح الأرض أو جزء منه على سطح مستوي بمقياس رسم ومسقط معين ورموز معينة.ويعرف منشي وزميله (1411هـ، ص21) الخريطة الجغرافية بأنها عبارة عن التمثيل الكارتوغرافي للمعلومات الجغرافية من حيث علاقتها بموقعها الأصلي على سطح الأرض تمثيلاً يراعي شكل الأرض الفعلي.
وقد وضع سعادة (2001م، ص 39) تعريف شامل للخريطة حيث ذكر أنها عبارة عن رسم تخطيطي يمثل سطح الأرض كله أو جزء منه بحيث يتم فيه توضيح الحجم النسبي والموقع لذلك الجزء بناءً على استخدام مقياس رسم معين للتصغير واعتماد مسقط خريطة محدد من المساقط المعروفة مما يساعد على توضيح الظواهر الطبيعية أو الأنشطة البشرية المتعددة للمنطقة الجغرافية المرسومة.
ومن خلال التعاريف السابقة يمكن تعريف الخريطة بأنها (عبارة عن تمثيل لسطح الأرض أو الجزء منه تمثيلاً كارتوجرافياً من أجل توضيح الظاهرات الطبيعية والبشرية عليها عن طريق رسم تخطيطي يعتمد فيه مقياس رسم معين ومسقط خريطة محدد ورموز وألوان متعارف عليها).
أنواع الخرائط الجغرافية :
نظراً لما تتميز به المعلومات الجغرافية من تزاحم شديد حول موقع على سطح الأرض فقد دعت الحاجة إلى تعدد وتنوع الخرائط الجغرافية حيث لا تستوعب الخريطة الواحدة تمثيل العديد من الظواهر والتي تشتمل على كثير من المعلومات المعقدة وإذا تم فعل ذلك لأصبحت الخريطة طلاسم معقدة من الخطوط والرموز والألوان لذلك كان لابد من تقسيم الخرائط إلى أنواع متعددة تفي بأغراض محددة وأهداف معينة. (منشي وزميله 1411هـ، ص 23).
كذلك ينبغي أن تتمشى الخرائط بأنواعها المختلفة مع مستويات التلاميذ وقدراتهم واهتماماتهم كما يستحسن أن تكون هذه الخرائط ذات صلة بالبيئة المحلية التي يعيش فيها التلاميذ وأن تكون واقعية وملموسة وبخاصة عندما يكون الغرض من استخدامها هو دراسة البيئة المحلية والتعرف على الظواهر الطبيعية والبشرية فيها (سعادة 2001م، ص 418).
وفيما يلي أبرز أنواع الخرائط الجغرافية والتي يمكن استخدامها في عملية التدريس :
1ـ الخرائط التصويرية 2ـ الخرائط الطبيعية 3ـ الخرائط المناخية4ـ الخرائط السياسية
5- الخرائط الاقتصادية 6ـ خرائط المواصلات 7ـ الخرائط التاريخية : 8ـ الخرائط الاجتماعية
9ـ خرائط الأطلس 10ـ الخرائط الصماء 11ـ خرائط الحائط 12ـ خرائط العرض
13ـ خرائط الكتاب المدرسي 14ـ خرائط الكرات الأرضية 15ـ الخرائط المجسمة 16ـ الخرائط التخطيطية
مميزات استخدام الخرائط الجغرافية :
1- تتميز الخرائط بأنها وسيلة مركزة وملخصة للمعلومات التي يمكن استخلاصها بمجرد النظر إليها.
2- تبين الخرائط أوجه الاختلاف والتباين والتشابه والتماثل المكاني بين عدد منوع من الظواهر الجغرافية.
3- تساعد الخرائط على قراءة وتحليل العوامل المختلفة و المؤثرة فيما يبحث عنه من ظواهر كما تساعد في التعرف على المواقع المكانية بالنسبة إلى بعضها البعض و تحديد الاتجاه والإحساس بالحجم والمساحة
4- تساعد الخرائط عند إضافة الألوان والرموز والكتابة على سرعة التمييز والتخصيص والتحديد
(منشي وزميله 1411هـ، ص25، ص26).
أهمية التدريس باستخدام الخرائط الجغرافية :
تلعب الخرائط الجغرافية إذا أُحسن استخدامها دوراً إيجابيا مهماً في تنمية الحس المكاني لدى التلاميذ وفهم بيئتهم التي يعيشون فيها بل والبيئات الأخرى البعيدة عنهم ومع ذلك فإن استخدامها يحتاج إلى عناية من المعلمين بتنمية بعض المهارات المهمة عند تلاميذهم حتى يتم تحقيق الأهداف التربوية التي تسعى عملية استخدام الخرائط لتحقيقها في المدارس (سعادة 1985م، ص115).
وانطلاقاً من دور الخريطة في تصوير الظواهر الطبيعية والبشرية والحضارية التي تتخذ أشكالاً متباينة على سطح الأرض وانطلاقاً من حاجتنا لمعرفة المواقع عليها وتوزيع تلك الظواهر في صورة مرئية موحدة وتكوين حاسة الاتجاه والحاسة المكانية فقد أصبحت الخريطة هي الوسيلة التعليمية الأساسية في تدريس الجغرافيا لكافة المراحل التعليمية
(البصيلي وزميله 1992م، ص151) (الكلزة ومختار 1419، ص171)
لذا يمكن القول بأن الخريطة تعتبر ركيزة أساسية يعتمد عليها الجغرافي في تفسير الظواهر الطبيعية والبشرية على سطح الأرض كما تساعده في التعبير عن البيئة وعلاقتها بالإنسان وفهم إمكانياتها والمشاكل التي تواجهها وتوزيع الظواهر عليه(زيادي 1993م، ص15).
كما أن استخدام الخرائط في التدريس يحل ما يواجهه الطلاب من مشكلات كالمقارنة بين مساحة دولة وأخرى وتحديد المسافة بين مدينة وأخرى والتعرف على مناطق الضغط الجوي واتجاهات طرق المواصلات وتحديد مواقع أهم المدن كالعاصمة والموانئ والمدن الزراعية والصناعية والتجارية (الديب 1987م، ص171).
ومما يجدر ذكره هنا أن استخدام المعلمين لمهارات الخرائط يحقق لتلاميذهم عدة فوائد تربوية يتمثل أهمها فيما يلي :
1- تنمي لدى الطلبة القدرة على الملاحظة الدقيقة والتفصيلية وبشكلٍ خاص الملاحظة عن قرب.
2- تساعد الطلبة على فهم الأحداث الجارية وربط تلك الأحداث مع خبراتهم .
3- تساعد على إيجاد جو من التسلية واستغلال أوقات الفراغ في رسمها أو صنعها أو قراءتها أو ربطها بالواقع.
4-تساعد التلاميذ على تحديد مواقع الظواهر الجغرافية المختلفة وإظهار مساحات الأقاليم أو الدول والتعرف على الحدود السياسية وبيان المسافات بين الدول أو المدن إضافةً إلى توضيح التغيرات الجغرافية والاقتصادية والسياسية والحربية والاجتماعية ودراسة الطرق البرية والبحرية
5- تساعد على تنمية المفاهيم الجغرافية ومفاهيم الأبعاد والأحجام وتنمية الميول والاهتمامات الإيجابية فيما يخص الظواهر الطبيعية والبشرية السائدة في العالم، إضافة إلى إدراك مايتعلق بها من حقائق ومعلومات خلال وقـت قصيـر .
(دبور والخطيب 1987م، ص111) ، (حمدان 1986م، ص121). (صباح محمود وآخرون 1996م، ص225).
(سعادة 1985م، ص121). (فلاته 1988م، ص165)، (كاظم وزميله1986م، ص321، ص323).
يتضح مما سبق أهمية تدريس مهارات الخرائط مما يحتم على معلم الجغرافيا بصفة خاصة ومعلم المواد الاجتماعية بصفة عامة الاهتمام بهذه المهارات في مختلف المراحل التعليمية والعمل على تحقيق فوائدها الجمة (سعادة 1985، ص122).
ومعلم الجغرافيا الذي لا يستخدم الخريطة أثناء تدريسه فإنه يقدم موضوعات جافة لا يستوعبها الطالب ولا يدركها وبالتالي سوف تكون له هذه المادة مملة وغير محببة لنفسه.أما المعلم الناجح فهو الذي يقوم باختيار الخريطة المناسبة للموضوع ويُحسن استخدامها أثناء الشرح مما يؤدي إلى إدخال عنصر الإثارة والتشويق وإكساب الطلاب العديد من الفوائد العلمية والمهارات والقدرات