""البؤساء"" لبيكتورهيجو 1116527616_1116336238_888
""البؤساء"" لبيكتورهيجو 1116527616_1116336238_888
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ""البؤساء"" لبيكتورهيجو

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هاجر
الادارة العامة
الادارة العامة
هاجر


""البؤساء"" لبيكتورهيجو A53b5ecdb84871275dd61c7bbdc06d2d
مزاجك اليوم : ""البؤساء"" لبيكتورهيجو 8010
الدولة : ""البؤساء"" لبيكتورهيجو MoroccoC
""البؤساء"" لبيكتورهيجو 081229104805redc
انثى
عدد المساهمات : 263
العمر : 27

""البؤساء"" لبيكتورهيجو Empty
مُساهمةموضوع: ""البؤساء"" لبيكتورهيجو   ""البؤساء"" لبيكتورهيجو Emptyالسبت مارس 06, 2010 6:38 pm

بسم الله الرحمان الرحيم
احضرت لكم اليوم رواية البؤساء ل victor hugo الروائي الفرنسي المعروف
سأبدأ على بركة الله
القسم الاول _جان فالجان
الفصل الاول الاسقف
لايعلم الناس من امر الاب شارل فرنسبوا ميريل اسقف "برينول" الا انه
انحدر من اسرة كريمة في"اكسن"وان اباه كان عضوا في مجلس النواب
وقد زوجه ابوه وهو في سن العشرين وعني باعداده لكي يخلفه في كرسي
النيابة كما هي العادة في بعض الأسر لكن الفتى كان وقتئذ متين البناء رشيق القامة سريع الخاطر ممتئا قوة وفتوة فاثر دنياه على دينه وقضى ايام شبابه الاولى في اشباع شهواته الدنيوية
ثم نشبت الثورة الكبرى وتبعثرت الاسر العريقة فرحل شارل بزوجته الى ايطاليا
وهناك اصيبت الزوجة بذات الرئة وقضت نحبها دون ان تلد
ولا احد يعلم على وجه التحقيق نوع الازمات والكوارث التي تعرض لها شارل ميريل نعد ذالك فكل مايعرفه الناس عنه انه عندما عاد من ايطاليا كان يرتدي ثياب القس
كان قد تقدم في السن وركبته الشيخوخة واستحال رجلا اخر فاقام في بريتول مع اخته الانسة "باتستين" وخادمته مدام"ماجلوار" لم تكن باتستين على شيء من الجمال فهي طويلة القامة نحيفة الجسم شاحبة اللون ولاكنها وقفت كل حياتها على العبادة والابتهال وعمل الخير فخلع عليها ذلك كله مع تقدمها في السن شيءا من النقاوة وجمال التقوى
وامامدام ماجلوار فقد كانت قصيرة بدينة لاهثة الانفاس على الدوام لسببين احدهما نشاطها وخفة حركتها وثانيهما اصابتها نأزمة تنفسية مزمنة
أقام الاب ميريل في قصر الابرشية وهو قصر عظيم شيد في بداية القرن السابق واحيط بحديقة واسعة وكان اول ما فعله انه زار مستشفى المدينة فالفاه قديما ضيقا لايكاد يتسع للمرضى فانتقل الى المستشفى ونقل المرضى الى القصر
لم يكن الرجل ذا ثروة فقد عصفت الثورة باملاك أسرته فبقي لاخته ايراد سنوي لا يتجاوز خمسمئة فرانك وعلى هذا الايراد كان الاب ميريل يعتمد في نفقاته الشخصية اما مرتبه بصفته اسقف بريتول وهو 15الف فرانك في العام فانه رصده جميعه لاعمال الخير والبر للفقراء واغاثة الملهوفين ورتب ميزانيته على هذا الاساس وعرضها على شقيقته باتستين فابتسمت ووافقت عليها في الحال وذلك لان هذه المرأة الملائكية كانت ترى في الاب ميريل اخاها وقصها في وقت واحد فهي تحبه وتحترمه وتحني رأسها اذا تكلم وتوافق اذا فعل
وكان للاسقف ايراد اخر غير محدود في المناسبات المتصلة ناعمال الكنيسة كالزواج والعماد وغيرهما وفي هذه المناسبات كان الرجل يلح في تحصيل اجره من الاغنياء لا لشيء الا ليوزعه على الفقراء
ثم كانت له نححم عمله مركبة خاصة فتبرع بها لنقل المرضى الى المستشفى وراح يقوم بزياراته الى كنائس ابرشيته المترامية الاطراف سيرا على قدميه
وحدث ذات يوم ان ذهب لزيارت كنيسة مدينة "سشيز" وكانت الرحلة شاقة والطريق وعرا فاضطر ان يمطتي حمارا وكان العمدة وبعض اعيان المدينة في انتضاره لتحيته والترحيب به وقد توقعوا ان يروه قادما في المركبة التي كان يستخدمها سلفه فهالهم ان يروه ممطتيا حمارا وكانت المفاجأة من الغرابة بحيث لم يتمالك نعض الحاضرين منالضحك فقال القس محدثا العمدة ومن معه معذرة ايها السادة لا شك انه ادهشكم ان يجرؤ قس رقيق الحال مثلي على ركوب حيوان امتطاه السيدالمسيح في أحد الأيام .ولكني أؤكد أنني أمتيطه اظطرارا لا زهوا وخلاء
كانت للاسقف طريقته الخاصة في الحكم على الاشياء فقد سمع ذات يوم بقضية تقرر النضر فيها أمام محكمة بريتول وهي قضية رجل ضاقت به الحياة فاصتنع نقودا زائفة لاطعام زوجته وولده وكانت عقوبة التزييف في ذلك العهد هي الاعدام
ومن سوء حظ الرجل ان زوجته ما كادت تعرض لتداول اول قطعة صنعها حتى افتضح امرها والقي القبض عليها ولم يكن من دليل على الجرم الرجل اى ان تعترف زوجته وترشد اليه وتسوقه الى التهلكة
لاكن المرأة انكرت وضيق المحقق الخناق عليها فامتنعت في الانكار واخيرا خطر للمحقق خاطر فاوهم المرأة ان زوجها يخونها وانه اتخذ لنفسه خليلة وأقنعها برسائل اصطنعها لهذا الغرض فدبت الغيرة في قلب المرأة دبيب الموت في الحياة واعترفت بكل شيء وقدمت من ما يكفي لادانة الزوج
وهكذا ضاع الزوج التعس وارسل الى السجن انتضارا للمحاكمة
وتحدث الناس ببراعة المحقق وبعد نضره واطروا دهاءه ومقدرته على استغلال غيرة المرأة وتسخير العاطفة لابراز الحقيقة
وسمع الاسقف هذه القصة فسأل
اين يحاكم الزوج وزوجته
فاجيب امام محكمة الجنايات
قال الاسقف واين محاكم المحقق
وكان الاب ميريل على استعداد في كل في كل ساعة من ساعات الليل والنهار لتلبية دعوة المريض او المحتضر بل لم يكن يترك للعائلات المنكوبة والثكلى فرصة لدعوته لانه كان يذهب اليها من تلقاء نفسه
كان يعرف كيف يجلس الساعات الطويلة صامتا بجانب الزوج الذي فقد المرأة المحبوبة او بجانب الام التي اخطتف الموت فلذة كبدها
وكما كان يعرف متى يصمت كذالك كان يعرف متى يجب عليه ان يتكلم ليدخل السلو والعزاء الى نفس المنكوب وهو عندئذ لا يعمل على محو الحزن بالنسيان بل ينفخ في الحزن روح الامل فيجعل منه شيءا نبيلا ساميا
وكان المنزل الذي يقيم فيه الاسقف يتألف من طابقين الطابق الارضي فيه ثلاث غرف احداهما للطعام والثانية لنوم الاسقف والثالثة لايواء الضيوف والطابق العلوي تقيم فيه المرأتان
اما الغرفة الصغيرة القائمة في ركن الحديقة والتي كانت في ما مضى مطبخا للمستشفى فقد وضع فيها الاسقف بقرتين حلوبتين اللتين اعتاد ان يرسل نصف البانهما الى المستشفى كل صباح
ولما كانت غرفة نومه فسيحة جدا يصعب تدفئتها في الشتاء وكان الخشب نادرا غالي الثمن فانه وضع في حظيرة البقرتين حاجزا شطرها الى شطرين جعل احدهما للبقرتين واتخذ الثاني مخدعا لمبيته في الشتاء
اما اثاث المنزل فكان متناهيا في البساطة واثمن مافيه بعض الصفاح الفضية وشمعدانان من الفضة ورثهم عن عمته فاذا جاء ضيف لتناول طعام العشاء اسرعت مدام ماجلوار فاضاءت الشمعدانين ووضعت الصحاف الفضية على المائدة ومتى رفع الطعام اعيد الشمعدانان الى مكانهما فوق الموقد
ووضعت الصحاف في الخزانة جرت العادة ان يترك بابها مفتوحا ولا عجب في ذلك فالابواب في منزل الاسقف كانت تترك مفتوحة ليلا نهارا
كانت لهذه الابواب مزاليج من حديد ولكن الاسقف ازالها جميعا ليتمكن عابر السبيل من الدخول في كل وقت
وقد ذعرت المراتان واشفقتا من هذه الابواب التي لا تغلق ابدا فقال الاسقف في هدوء بابان يجب الا يغلقا باب الطبيب وباب القس
كانت الشمس قد مالت الى الغروب عندما دخل برتول عابر سبيل يمشي على مهل وينتزع قدميه من الارض انتزاعا
وكان بعض سكان المدينة الصغيرة يطلون من نونفذهم وينضرون الى القادم بعيون ملؤها الخوفوالقلق ذلك احدا منهم لم يرى انسانا في مثل وثاءته وهول منضره
كان الرجل متوسط القامة متين البنية قوي العضلات يخيل للناظر انه في السادسة او الثامنة والاربعين من عمره وهو يرتدي ثوبا اصفر اللون يكشف عن صدر تنمو فيه غابة من الشعر الاسود وسروالا ازرق تطل منه احدى ركبتيه وقبعة عريضة تخفي نصف وجهه الذي لفحته الشمس وقد امسك بيده عصا طويلة كثيرة العقد وتدلت فوق ظهره حقينة منتفخة بما فيها
ولا بد ان يكون الرجل قد قضى النهار كله سائرا على قدميه تحت اشعة الشمس المحرقة فقد كان ضعيفا منهوك القوى ثيانه والعرق يتصبب على وجهه
ولا بد انه كان يشعر بظماء شديد فقد ابصرته بعض النساء وهو يغرف الماء من نافورة تحت الاشجار في شارع"جازندي"ثم ابصره الغلمان وهو يزدرد الماء من نافورة اخرى في وسط المدينة وما ان بلغ الرجل شارع "بواشفير حتى انحدر الى اليسار ودخل مكتب البوليس وقضى هناك ربع ساعة تقريبا وكان بباب المكتب شرطي قد جلس على مقعد حجري هناك فرفع الرجل قبعته وحيا الشرطي بحترام وخضوع ولم يرد الشرطي تحيته بل نظر اليه طويلا ثم نهض من مكانه ودخل المكتب
قصد عابر السبيل حانة كبيرة يملكها رجل يدعا "لابار" وكان لمطبخ الحانة باب يؤدي الى الشارع فنفذ الرجل الى المطبخ والقلى بنفسه بين طائفة من الافران والمواقد تتلظى فيها النيران تحت شرائح اللحم واواني الطعام
شعر صاحب الحانة ندخول الرجل فرمقه بنظرة سريعة ثم سأل دون ان يحول عينيه عن اواني الطعام ماذا تطلب يا سيدي ؟
فاجاب الرجل اطلب طعاما وفراشا .
ليس ايسر من ذلك ورفع الرجل عينيه مرة اخرى واستطردليس ايسر من ذلك مادمت تملك الثمن
فاخرج الرجل من جيبه كيسا مليئا بالنقود واجاب ان معي نقودا
قال لابار اذا انا في خدمتك
فاعاد الرجل كيس النقود الى جيبه ورفع حقيبته التي تثقل كاهله ووضعها على الارض وجلس على مقعد منخفض بالقرب من احدى المواقد
واستمر صاحب الحانة في عمله دون يكف عن النضر الى الرجل خلسة
سأله الرجل هل اعددت طعاما ؟
سأعده فورا .
وحول الرجل نصره الى الباب لمراقبة المارة فتناول صاحب الحانة قلما واقتطع قصاصة من جريدة قديمة كان يغطي بها احدى الموائد كتب على القصاصة سطرا او سطرين ثم طواها ودعى خادمه ودفع بهاى اليه وهمس في اذنه كلاما.....
تناول الخادم القصاصة واسرع بها الى مكتب مدير البوليس ولم يرى عابر السبيل شيءا من ذلك . وسأل للمرة الثانية عما اذا كان الطعام قد اعد
عاد الخدم بورقة دفعها الى سيده فتناولها خذا بلهفة وقرأها بامعان هز رأسه ووقف للحضضة مفكرا .........
وأخيرا قصد الى حيث كان الزائر وقال له .
ليس في استطاعتي ان اجد لك مكانا في حانتي ياسيدي
فتحول اليه الرجل ببطء وقال .ماذا تعني اتضن انني ساحتال عليك واخدعك؟ اتريدني ان ادفع الاجر سلفا؟ ان معي نقودا كما قلت لك
ولكن ليس في الحانة فراش لك
فقال الرجل في هدوء .اذا دعني انام الاسطبل
لااستطيع فالجياد تحتل الاسطبل كله
حسبي اذا كومة من القش ارقد عليها فوق السطح على اننا نستطيع ارجاء الكلام في هذا الى ما بعد الاكل
ليس في استطاعتي ان اقدم لك طعاما


  • ماذا تقول ؟انني اكاد اموت جوعا انني اسير على قدمي منذ بزوغ الشمس وقد قطعت اثني عشر فرسخا انني اطلب طعاما واستطيع ان ادفع الثمن
  • فاجاب صاحب الحانة بلهجة حاسمة لاطعام عندي
  • فانفجر الرجل ضاحكا وهو يلوح بيده نحو شرائح اللحم
  • لاطعام عندك؟ ما كل هذا اذا
  • هذا طعام نزلاء الحانة
  • وكم عدد هؤلاء النزلاء؟
  • اثنا عشر
  • هذا الطعام يكفي عشرين شخصا
وتنهد واستطرد في هدوء . انني في حانة واشعر بالجوع فكيف يراد مني ان اضل جوعان؟
عندئذ انحنى صاحب الحانة وقال له في همس.. خير لك ان تنصرف
فرفع الرجل رأسه في حدة وفتح فمه ...وهم بالكلام
ولكن صاحب الحانة قاطعه بان استطرد بذالك الصوت الخافت
كفى كفى اتريدني ان اذكر اك اسمك ؟
ان اسمك جان فالجان اتريد ان اقول لكم من انت ؟
لقد ارتبت في امرك عندما رأيتك فاتصلت بمكتب البوليس فجاءني هذا الرد.....اتعرف القراءة
قال ذذالك وبسط الورقة امام عيني الزائر واردف بعد صمت قصير
انني تعودت ان اعامل جميع الناس بالحسنى لذالك ارجوك ان ترحل فنهض الرجل واقفا وحمل حقيبته وعصاه وانصرف
مشى لصق الجدران ببطء مشية الرجل الحزين الذليل لم يتلفت يمنة او يسرة ولم ينضر وراءه ولو فعل لرأى صاحب الحانة واقفا بباب حانته وحوله زبنه وبعض المارة وهو يتحدث اليهم ويشير نحوه
ولو رأى نظرات الذعر والارتياب التي ارتسمت على عيون القوم وهم يصغون الى حديث صاحب الحانة لادرك ان وجوده لم يثبت ان يصبح حديث الناس جميعا في المدينة
على انه لم ينضر وراءه كما ذكرنا لان البؤساء لاينظرون خلفهم لانهم يعلمون ان النحس يلا زمهم وان الشقاء يطاردهم
قضى الرجل وقتا طويلا وهو يسير في طرقات لايعرفها ونسي تعبه لان الحزن ينسي التعب على انه ما لبث ان شعر بوطئة الجوع وراى الظلام يحيط نه فادار البصر حوله باحثا عن مكان يلجا اليه
وراى مصباحا مضيئا في اخر الشارع فقصد اليه فوجد انه مصباح حانة صغيرة فوقف امام نافذة الحانة وأرسل بصره الى الداخل فاذا بعض الناس يحتسون الخمر واذا صاحب الحانة يحرك طعاما في انية فوق الموقد
وكان للحانة بابان احدهما كبير يؤدي الى الشارع والاخر صغير يوصل الى فناء ضيق
ولم يجرؤ عابر السبيل على الدخول من الباب الكبير بل تسلل الى الفناء ووقف قليلا بالباب الصغير ثم تشجع فدفعه بيده ودخل
وعندئذ هتف صاحب الحانة من هذا ؟
فكان الجواب :رجل يطلب طعاما ومرقدا
هذا حسن ..ستجد مطلبك هنا
وتحولت جميع الانظار الى الرجل وهو يدفع الحقيبة عن عاتقه قال له صاحب الحانة ان الطعام علىالموقد فاقترب من النار وتدفأ اذا شئت
فجلس الرجل على المقعد ومد قدميه المتورمتين من اثر التعب وامتلأت خياشيمه بالرائحة الشهية المنبعثة من الطعام وامتزجت على وجهه علا مات الارتياح ممتزجتا بتلك الكابة التي يخلقها الشقاء الدائم
وكان بين الموجودين رجل قضى قبل ذالك بعض الوقت في حانة لابار وسمع حيث هذا الاخير عن الزائر الغريب القريب فدعا اليه صاحب الحانة وهمس في اذنه كلاما
اصغى اليه صاحب الحانة في اهتمام ثم قصد الى حيث كان الزائر والقى بيده على كتفه وقال :يجب ان تنصرف من هنا
فتحول اليه الزائر وهتف بلطف:اه........انت تعلم؟
نعم
لقد طردت منالحانة الاخرى
وستطرد من هذه الحانة ايضا
واين تريد ان اذهب ؟
اذهب اللى اي مكان اخر
فحمل الرجل حقيبته وعصاه وانصرف
كان بباب الحانة بعض الصبية الذين تعقبوه منذ غادر الحانة الاولى وما كاد يخرج من الباب حتى رىحوا يقذفونه بالحجارة فتحول اليهم الرجل وهددهم بعصاه فتفرقو بسرعة كمايتفرق سرب من الطيور
ومر الرجل بباب السجن ودق الجرس فطل الحارس من كوة صغيرة بالباب
قال الرجل وهو يرفع قبعته نتواضع :سيدي هل تتفضل بان تفتح لي الباب لأقضي ليلتي هنا ؟
فاجاب الحارس بصوت اجش.ان السجن ليس حانة دعهم يلقون القنض عليك فافتح لك الباب عن طيب خاطر
ولم يكن الرجل يعرف شوارع المدينة فراح يضرب في الطرقات على غير هدى ولا يعلم الى اين يذهب
ومر بالكنيسة ولوح نحوها بقبضة يده مهددا كان التعب واليأس قد هدا قواه فتهالك على كرسي حجري بالقرب من الكنيسة وخرجت من الكنيسة سيدة متقدمة في السن ورات هذا الرجل المتمدد في الظلام فسألته في رفق :ماذا تفعل هنا ايها الصديق
فاجابها في غلظة وخشونة ها انت ترين انني اطلب النوم
اتنام على هذا المقعد الحجري ؟
فاجاب الرجل منذ تسع عشر عاماوانا انام على قطعة الخشب وهااناذا ارقد على حجر
هل كنت جنديا ؟
نعم ياسيدتي ..
ولماذا لا تذهب الى الحانة ؟ لآنني لااملك نقودا
فقالت المراة في حزن وااسفاه ليس لدي من النقود الا سنتيمين
وقالت المراة هذا المبلغ الزهيد لايكفي لمبيتك في الحانة ولكن يجب ان تجرب فانت جوعان بغير شك. والليل هبا شديد البرودة ومن المحتمل ان تجد من يطعمك ويؤويك على سبيل الاحسان
انني طرقت جميع الابواب
وماكانت النتيجة؟ لقدطردني الجميع
فالقت المراة بيدها على ساعده وقالت وهي تشير الى منزل صغير بجوار الكنيسة
تقول انك طرقت جميع الابواب فهل طرقت هذا الباب
لا
اطرقه اذا
كانت مدام ماجلوار تتحدث بحدة وحماسة وباتستين تصغي اليها في هدوء وكان موضوع الحديث تلك المزاليج الحديدية التي امر الاسقف بازالتها
والظاهر ان مدام ماجلوار كانت قد خرجت لبتياع بعض الحاجيات فسمعت احاديث الناس عن ذلك الشريد المريب الدي هبط على المدينة وكان رأيها ان الاسقف حين ازال مزاليج الابواب ولا سيما ان الامن في المدينة مضطرب بسبب الخلاف بين العمدة ومدير البوليس فكل من الرجلين تسره ان تتعدد الحوادث المزعجة ليلقي كل منهما التبعة على الاخر
ودخل الاسقف في هذه الثناء وسمع الشطر الاخير من محاضرة مدام ماجلوار عن وجوب الاخذ باسباب الحيطة والحذر ولكنه لم يلقي بالا الى حديثها لانه كان في شغل بالتفكير في اعمال الغد
وارادت باتستين ان ترضي مدام ماجلوارل دون ان تزعج أخاها فقالت.
أسمعت حديث مدام ماجلوار يا أخي ؟
فأجاب الاسقف في لطف :لا لا ماذا كانت تقول ؟
فسردت مدام ماجلوار قصتها بكثير من المغاوات
قالت :ان متشردا مريبا عاري القدمين مخيف المنظر قد هبط على المدينة واراد النزول في حانة لابار فطرده صاحب الحانة وان هذا المتشرد الدي يلوح عليه انه سائل خطر او شقي هارب من الليمان قد شوهد وهو يتسلل في شوارع

كان قد انحدر من عائلة فقيرة من فافيرول ومات عنه ابواه وهو صغير فكفلته أخته ومازالت تعنى به حتى حتىمات عنها زوجها وترك لها سبعة اولاد أكبرهم لايتجاوز الثامنة من عمره واصغرهم لايزال فيب الشهور الاولى وكان جان فالجان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره فحل محل الوالد وتوفر جهد طاقته على مساعدة الاخت التي ساعدته وفعل ذلك ببساطة وبدافع الشعور بالواجب
وهكذا قضى الفتى ايام شبابه كما يقضي الفقراء الكادحون ايامهم لقاء اجر لايكاد يتبلغ به رجل بمفردهفضلا عن أخته وابنائها السبعة وكان يعود في المساء متعبا منهك القوى فيتناول الحساءلدافىء وقطعة الخبز دون ان ينطق بكلمة وكثيرا ما كانت أخته تلتقط من صحفته افظل قطعة من طعامه فتقدمها الى ابنها او ابنتها ويرى جان فالجان ذلك ويتظاهر بانه لايرى
كان يشتغل بالتحطيب و الحصاد وزراعة الارض ويفعل كل مايستطيع لاطعام ذلك الجيش المحزن من الطفال الجياع الى ان جاء شتاء شديد القسوة لم يوفق فيه جان في العمل فبات الاطفال بلا طعام
سبعة اطفال في البرد القارس وليس في الدار قطعة من الخبز
وذات ليلة كان موبير الخباز يهم بالنعاس حين سمع صدمة عنيفة تهشم نافذة حانوته وراى يدا تمتد من الزجاج المحطم وتختطف رغيفا فصاح مستنجدا وانطلق في اثر اللص وامسك به
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asbai.yoo7.com
عاشقه المسلسلات
عضو نشيط
عضو نشيط
عاشقه المسلسلات


""البؤساء"" لبيكتورهيجو 081229103828B6Km
عدد المساهمات : 99
العمر : 34

""البؤساء"" لبيكتورهيجو Empty
مُساهمةموضوع: رد: ""البؤساء"" لبيكتورهيجو   ""البؤساء"" لبيكتورهيجو Emptyالإثنين مايو 23, 2011 10:34 am

شكراااااااااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشرشمانة
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 19
العمر : 31

""البؤساء"" لبيكتورهيجو Empty
مُساهمةموضوع: رد: ""البؤساء"" لبيكتورهيجو   ""البؤساء"" لبيكتورهيجو Emptyالإثنين مايو 23, 2011 12:15 pm

بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

شكرا لك على موضوعك الجميل و الرائع

بارك الله فيك و جزاك الج ــــنة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هاجر
الادارة العامة
الادارة العامة
هاجر


""البؤساء"" لبيكتورهيجو A53b5ecdb84871275dd61c7bbdc06d2d
مزاجك اليوم : ""البؤساء"" لبيكتورهيجو 8010
الدولة : ""البؤساء"" لبيكتورهيجو MoroccoC
""البؤساء"" لبيكتورهيجو 081229104805redc
انثى
عدد المساهمات : 263
العمر : 27

""البؤساء"" لبيكتورهيجو Empty
مُساهمةموضوع: رد: ""البؤساء"" لبيكتورهيجو   ""البؤساء"" لبيكتورهيجو Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:18 pm

شكرا لمرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asbai.yoo7.com
 
""البؤساء"" لبيكتورهيجو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم القصــــــــــــص المتـــــــــــــــــنوعة-
انتقل الى: